العاصفة "سلطان" تجتاح ألمانيا وتحذير من رياح قوية وفيضانات
العاصفة "سلطان" تجتاح ألمانيا وتحذير من رياح قوية وفيضانات
اجتاحت العاصفة سلطان ألمانيا، مصحوبة برياح قوية وأمطار غزيرة، وذكرت شركة "دويتشه بان" للسكك الحديدية الألمانية على موقعها الإلكتروني أنه سيتم تأجيل أو إلغاء عدد من خدمات قطارات المسافات الطويلة، بمختلف أنحاء ألمانيا، بسبب الأضرار الناجمة عن العواصف.
كما تضررت خطوط السكك الحديدية في الشمال بشكل خاص، وأضافت الشركة أن الركاب، الذين اضطروا لتأجيل رحلات مقررة يمكن أن يستخدموا تذكرتهم في وقت لاحق، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وتوقعت البحرية الألمانية، استمرار هبوب رياح قوية في ساحل بحر الشمال الألماني وهامبورغ.
وفي هامبورغ غمرت المياه سوق السمك في المدينة بالكامل، إذ دفعت العاصفة الشديدة خلال الليل مياه نهر إلبه إلى سوق للأسماك لتغمر المياه السوق بالكامل وتندفع صوب الشوارع المحيطة، فيما عمل رجال الأطفال طوال الليل على إخلاء المناطق المعرضة للفيضان.
ونظرا للتأثيرات المتوقعة لموجة العاصفة الشديدة، حذرت شرطة هامبورغ من أن منسوب المياه قد يرتفع حوالي 3 أمتار فوق متوسط ارتفاع المد، ودعت إلى تفادي المنطقة المتضررة، ومن المتوقع أن تصل ذروة المياه المرتفعة حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا عند مقياس "سانت باولي"، بارتفاع يصل إلى 3,05 متر فوق متوسط ارتفاع المياه.
وتوقع خبراء من الوكالة أيضا هبوب عاصفة قوية، في ساحل "إيست فريزيا" ومنطقة "فيزر" ومن المتوقع أن يتراوح ارتفاع المد هناك ما بين 2,5 متر و3 أمتار، فوق المستوى المتوسط في الصباح وعند منتصف النهار.
تسمية العواصف والأعاصير
تسمية العواصف والأعاصير يعد تقليدا مميزا في ألمانيا يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، انطلق في جامعة برلين الحرة، حيث كان الأمر يقتصر فقط على المختصين والعلماء في مجال الأرصاد الجوية، إذ تمنح لهم فرصة اختيار أسماء للأعاصير أو العواصف، لكن منذ عام 2002 تغيرت اللعبة، وأصبح بإمكان أي شخص أن يقترح اسما لمنطقة الضغط الجوي العالي أو المنخفض، بشرط دفع رسوم محددة، بحسب ما نشره موقع (تي أونلاين) الألماني.
وتتم المشاركة في برنامج "الراعي الجوي" أو ما يعرف بالألمانية باسم "Wetterpate" عن طريق دفع مبلغ يقدر بـ 360 يورو لتسمية منطقة الضغط الجوي العالي، و240 يورو لمنطقة الضغط المنخفض، وتستخدم هذه الأموال في دعم تعليم الطلاب في معهد الأرصاد الجوية في جامعة برلين الحرة، كما تمول محطة رصد الطقس والمناخ في برلين.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".